هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ وكيف تكون طريقة الإرجاع؟ الطلاق هو أبغض الحلال عند الله كما ورد في السنة النبوية، لذا عندما يقرر الزوج الطلاق يترتب على ذلك العديد من الحكام حسب كل حالة، وهنا يأتي موقع إيزيس للجواب على سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ عبر السطور القادمة.

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟

يُقصد بالرجعة أي إرجاع الرجل لزوجته عقب تطليقها ثلاثًا، فعندما يتلفظ الرجل بلفظ التطليق يحرم عليه مراجعتها إلا بمحلل (أي عقب انقضاء عدتها من الزوج الأول يتزوجها رجل آخر ويجامعها جماعًا كاملًا ثم يطلقها ثم تنقضي عدتها ثم تعود لزوجها الأول)، والدليل على ذلك ما ورد في محكم التنزيل بالأدلة التالية:

قوله تعالى: “فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (البقرة – 230).ا

  • لدليل النقلي من السنة ما ورد من حديث السيدة عائشة قالت: “جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني كنت عند رفاعة فطلقني فبت طلاقي فتزوجني عبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدبة الثوب، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتكرواه مسلم والبخاري.

طبقًا للنصوص الواردة في هذا الحكم فإن القول الفاصل أنه لا يجوز إرجاع الزوج لزوجته المطلقة ثلاثًا إلا بعد الزواج من آخر زواجًا صحيحًا (بدخلة صحيحة) وطلاقها واكتمال عدتها ثم عودتها لزوجها الأول.

تعرفي أيضًا على: حبيت زوجي بعد الطلاق

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد ثلاث طلقات متفرقات؟

بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ نتوجه للجواب على حكم جواز الرجعة عقب الثلاث طلقات المتفرقات عبر النقاط التالية:

  • عندما يقوم الرجل بتطليق زوجته طلقة أولى فله أن يراجعها حتى بدون موافقتها قبل انقضاء عدتها، مع كونها تُحسب عليه طلقة من ثلاث.
  • في حالة تطليق الزوج لزوجته الطلقة الثانية له أن يراجعها قبل انقضاء عدتها، فإن انقضت العدة وجب عليه عقد ومهر وشهود من جديد، وهذا للزجر.
  • أما حالة تطليق الزوج لزوجته طلقة ثالثة بعد حصول (التفرق في الطلقات) فلا تحل له حتى تتزوج من رجلًا أخر ويطلقها وتعود لزوجها، وهذا للتأديب.

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد ثلاث طلقات مجتمعات؟

علمنا جواب سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ لذا نتطرق بالحديث عن الطلاق ثلاثًا في لفظ واحد ومجلس واحد (أنت طالق ثلاثًا) عبر السطور الآتية:

1- وقوع الطلاق وعدم جواز الرجعة

استدل كل من يرى ضرورة وقوع الطلاق في هذه الحالة بالحديث النبوي: ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والعتق لذا يترتب على التلفظ بكلمة ثلاثًا وقوع الثلاث طلقات على الزوجة وما يترتب عليه من آثار، وممن يأخذ بهذا الرأي أكثر الصحابة والتابعين الأئمة الأربعة والظاهرية ولجنة الإفتاء السعودية.

2- عدم وقوع الطلاق وجواز الرجعة

كل من يرى جواز الرجعة هنا يحب اللفظ (طلقتك ثلثًا) طلقة واحدة ويسمى بيمين التقوية أي أن الرجل في هذه الحالة يتقوى على زوجته بهذا اللفظ وعن سؤال الأغلب منهم يكرون أنهم لم ينووا الطلاق ثلاثًا.

جاء هذا الحكم بحسابها طلقة واحدة لِما في ذلك من التخفيف والتيسير والرجوع لنية الرجل، أما حالة أن طلقها مرتين سابقتين لهذه الواقعة فهي طلقة ثالثة قولًا واحدًا وممن أخذوا بهذا الرأي ابن إسحاق وبعض الظاهرية وابن تيمية وابن القيم ودار الإفتاء المصرية والأردنية والسورية.

أحكام الرجعة المتعلقة بالطلاق ثلاثًا للغضبان

الغضب ثلاث درجات غضب عادي وغضب متوسط وغضب عادى والمرجع هنا لسؤال الرجل (سؤال المختص له عن نيته وقت التلفظ)، وجاء حُكم الطلاق في تلك الدرجات على النحو التالي:

  • حالة الغضب العادية: يسأل الرجل عن نيته حالة التلفظ بثلاث طلقات مجتمعات في لفظ واحد ومجلس واحد، وغالبًا ما يكون يمين تقوية لجهل الرجال بدقة التلفظ والحكم المترتب عليه ولإنقاذ الأسرة.
  • حالة الغضب المتوسط: يسأل الرجل عن نيته، وفي حالة تعمُده الطلاق من زوجته فتقع ثلاث طلقات لا رجعة فيها، وإن كذب في نيته فالعهدة عليه، وهذا للجواب على سؤال هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة.
  • حالة الغضب الشديد: وهو الحالة التي لا يُدرك فيها الرجل ماذا قال وماذا فعل، وهنا يأتي الحكم بالتيسير عليه واحتسابها طلقة واحدة للزجر والتأديب، ويرى الحنفية وبعض الحنابلة أن طلاق شديد الغضب لا يقع لإدراجه تحت اللغو في الحديث، أما المالكية وبعض الحنابلة يرون وقوعه مع النظر في طريقة النطق وسؤال الرجل عن نيته.

تعرفي أيضًا على: حديث المرأة التي طلبت الطلاق

أنواع الرجعة بعد الطلاق

تنقسم الرجعة إلى أقسام تُحدد على حسب عدد الطلقات التي يتلفظ بها الرجل وعن الأحكام المترتبة على هذه الطلقات وأحوالها، ونذكرها تفصيليًا عبر النقاط التالية:

  • رجعة الطلقة الأولى: تكون هذه الرجعة عادية ولا يشترط فيها حتى موافقة المرأة، ويمكن لزوجها أن يرجعها بقبلة أو جماع ويكون ذلك قبل انقضاء عدتها، أما في حالة انقضاء عدتها وجب على الزوج عقد ومهر وشهود من جديد لأنه أصبح (طلاق بائن بينونة صغرى).
  • رجعة الطلقة الثانية: رجعة بلا شرط مادامت المرأة لم تنقضي مدة عدتها بأي طريقة باللفظ أو القُبلة أو الجماع أو غيرها من الطرق.

حالة انقضاء عدة المرأة: وجب على الرجل أن يعقد عليها من جديد بوجود شاهدين وولي ومهر جديد (طلاق بائن بينونة صغرى).

  • رجعة الطلقة الثالثة: لا رجعة في هذه الطلقة إلا بانقضاء عدتها من الزوج الأول والزواج من رجل آخر (بدخلة صحيحة) والطلاق منه ثم انقضاء عدتها، ثم عودتها كزوجة للزوج الأول (طلاق بائن بينونة كبرى).

تعرفي أيضًا على: حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب

الحكمة من مشروعية الرجعة

بعد التعرف على جواب هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة؟ نتعرف على حكمة مشروعية الرجعة، فقد أباح الشرع الرجعة بين الزوجين بشروط بعد توافرها يجب على الرجل أن يُفكر قبل أن يتلفظ بالطلاق ثانيةً، ومن الأدلة الوارد على حكمة مشروعية الرجعة ما يلي:

الدليل من الكتاب قوله تعالى

: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ“(البقرة – 231).

  • الدليل من السنة ما رُوِي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ طلَّق حفصةَ ثمَّ راجَعَها”.
  • الدليل من الإجماع: أجمعت الأمة الإسلامية على مشروعية الرجعة بين الزوجين للحفاظ على بنية الأسرة وحفظ العائلات من التفكك.

الرجعة هي حق للرجل على المرأة، لكن الشريعة الإسلامية نظمت هذا الحق بما لا يحدث جورًا على حق المرأة أو ينقص من شأنها في شيء.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا