إحساس أول حضن دافئ برغم الوجل.. ولكن هل هو دائم؟!

عندما غنت المطربة إليسا للحضن، كانت تعلم أنه شعور لا تصفه الكلمات، قلبين يلتقيا في ملامسة جسدية، لتصبح دقاتهما متساوية، يفقد حينها كل منهما القدرة على النطق لبضع ثوان، وكأنما يلقي بما يشغل باله وروحه على كتف الآخر، الحضن حياة بمفرده، لكن هل ينطبق الأمر على كافة الأحضان، أم أن شعور الحضن الأول مختلف، هذا ما سنعرفه من خلال موقع إيزيس.

إحساس أول حضن

جلست أتأمل أمواج البحر العاتية وهي ترتضم بالصخور بينما أستمع إلى أغاني فيروز وأحتسي قهوتي، نعم تلك الجلسة التي اشتهرت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت مسارًا للسخرية من البعض لانتشارها بين العديد من الفتيات خاصة في فصل الشتاء.

يحق لهم فعل ذلك وأكثر كونهم يظنون أننا نجلس هكذا من أجل أن نبدو بصورة أعمق فحسب، لكن لا يدرون حجم المشاعر التي تنتابنا حينها، فليس لكل الرجال قلبًا نابضًا بالحب والرومانسية مثل حبيبي.

أتت الآن صديقتي اللي انتظرتها قرابة الساعة، لكنني لم أشعر بالوقت، فأنا أفكر فيما مضى ليلة أمس، أشتاق لها فقط من أجل رغبتي الجامحة في أن أحكي لها ما حدث فقد جربت الحضن الأول.

نعم، ظللت سنوات طوال منذ أن عرفته وأنا أتمنى أن يحدث ذلك و قد حدث، جلست صديقتي وقامت بطلب القهوة من النادل، بينما تخبرني بأنني مجنونة كوني نزلت من منزلنا في تلك الأجواء.

قلت لها: لا تجعلينني أندم على صداقتنا وأظن أن جينات الذكورة لديكِ أكثر من الأنوثة، تعلمي كيف تجعلين ذلك المناخ يطفيء موقد مشاعرك الجياشة.

موقد، مشاعري، والجياشة، لا لا لا أريد أن أتعلم أو أن أطفيء أنا هنا لا أعرف ما حدث بالأمس فحسب.

حضنته، حضنته يا صديقتي، أو حضنني، لا أعلم التفسير الصحيح أو المسمى الأرجح لمَ حدث بالأمس، ولكن الأمر أشبه بالخيال.

لن أطلب منك سرد التفاصيل الآن ولكن أخبريني ما كان شعورك حينها، يعني ما هو شعور أول حضن بالنسبة إليك، أليس ذلك هو العناق الأول؟؟ أم أنه الأول بعد المائة، ولم تنس صديقتي غمزتها المعتادة حينما قالت ذلك.

قلت لها: بل العالم الصغير الأول الذي قمت بالدخول إليه لأنتقا إلى جنة لم أعهدها من قبل، أعلم أنني ما حكيت لن أتمكن من وصف مشاعري كما انتابتني ليلة أمس.

فقد كنت بين ذراعي رجل أحببته وعشقت كل تفاصيله، أشتم أتفاسه، رائحته الزكية تدغدغ أنفي، أشعر بكل أجزاء جسده، أكاد أسمع نبضات قلبي وقلبه سويًا.

شفاهه ترسم قبلة حانية على عنقي، وشعري منسدل على كتفه أي كلمات تلك التي يمكنها أن تصف شعوري حينها.

ثوان معدودة، تمكنا خلالها من قول كل ما في قلبينا، وأكد ذلك الرجفة التي عانى كل منا منها، لا ندري كانت رجفة الجسد أم القلب.

أعتقد أن ذلك الحضن لم يكن الأول له، لكن ما رأيته وشعرت به بالأمس يجزم أنني الحضن الأول الذي أحبه وشعر فيه بالحياة مثلي تمامًا.

تعرفي أيضًا على: الاحتضان لغة الأحبة، ويطلبه الرجل لهذه الأسباب

كيف أتى الحضن الأول؟

سيدي يا سيدي، أتقولين الأشعار يا عزيزتي، فقد سألتك عن إحساس أول حضن فقط، لم أسألك عن مقدمة كتاب رومانسي جديد.

كفي عن المزاح، فكل جوارحي غير شاعرة سوى للحالة التي انتابتني منذ الأمس، فأنا لازلت عالقة في تلك اللحظة ولا أود الرحيل عنها أبدًا، حتى وإن حضنني مرات أخرى، سيبقى الحضن الأول مميزًا بالنسبة إليّ.

حسنًا، أنا فقط أشعر بمدى توترك، وأريد أن أخفف عنك الأمر، لن أخرجك من حالة الهيام التي أراك عليها الآن، دعيني أعرف كيف أتى ذلك الحضن، مهلًا مهلًا، أنا في الأساس لم أعلم الكثير عن علاقتك العاطفية تلك، حدثيني عنها.

علاقتي العاطفية تلك!! أسيجدر بي دفع فدية لذويك حينما لو قتلتك الآن؟ هل لي العديد من العلاقات العاطفية كي تصفين علاقتي هذه بتلك؟؟؟!

هههههه، لا يا حبيبتي ولكن على ما يبدو أن التعبير قد خانني وأنك تتلهفين لقتلي فحسب، دعي عنك التركيز في التفاصيل الصغيرة تلك، ولا تتهربي من كلامي، حدثيني عن العلاقة برمتها وما أدى بكما إلى ذلك الحضن.

حسنًا، في البداية أنتِ تعلمين أن والدتي كانت تعاني من مرض خطير في الأيام السابقة، مما تطلب مكوثها في المستشفى لعدة أيام، وكنت أتردد عليها كل يوم في موعد الزيارة، وقد تركت رقم هاتفي لموظفي الاستقبال، كي يتواصلون معي إن جد جديد.

كان هو أحد تلك الموظفين، ينظر إلي نظرات ينصب منها الحب والغرام صبًا، لكنني لم ألحظ ذلك إلا عندما أوشكت والدتي على الخروج من المستشفى بعدما من عليها الله عز وجل بالشفاء التام.

خرجت والدتي وانتهى الأمر، إلا أنني فوجئت به يراسلني على تطبيق الواتساب ويخبرني بأنه لم ينساني منذ ذلك الحين، قلت له حينها: كم عدد الفتيات اللواتي أرسلت لهن مثل تلك الرسالة؟ هل من الطبيعي أن تقوم بمثل ذلك مع عملاء المشفى؟؟

اعتذر مني كثيرًا، لكنه أشار إلى أن تلك هي الطريقة الوحيدة التي استطاع من خلالها أن يصل لي، وتردد فترة طويلة قبل أن يراسلني، ثم وجدته يعتذر ويعلن انسحابه.

انسحاب من؟ هل يظن أن دخول المرحاض كما الخروج منه؟ بدأت في أن أتحدث معه بشكل عفوي لمدة طويلة، كوني كنت أشعر بالانجذاب نحوه، كما أنه كان يتخذ من السؤال عن والدتي حجة للتواصل معي دومًا.

مرت الأيام وتوطدت علاقتنا بشكل كبير إلى أن أتى الأمس، حيث كنت في الجامعة أخوض أحد الاختبارات، وأنا أعلم أنني لن أتجاوز تلك المادة، فأنا لم أتمكن من مذاكرتها بالتزامن مع مرض والدتي، أعلم أن الأمر برمته رغمًا عني، ولكن كيف لجلد الذات أن يتركني على حالي.

قمت بحضور الامتحان، وما إن خرجت منه، حتى وجدتني أكتم البكاء إلى أن رأيته، كأنما وجدت ضالتي، ظللت أبكي كثيرًا وهو يتوسل لي أن أتوقف عن ذلك، فقد تم لفت كافة الأنظار بنجاح، لكنني لم أبال.

استمريت على تلك الوتيرة لعدة دقائق، إلى أن جعلني أصمت بعدما ضحكت حينما قال لي: لسنا في السيارة كي أقوم باحتضانك لتكفي عن البكاء وينتهي الأمر.

قلت له: ولو كنا في السيارة، تحضن من؟؟ أتمزح؟؟

كنت من داخلي أتمنى ألا يكون مازحًا، وبالفعل ركبت معه السيارة وكنا نتوجه حينها إلى شاطيء البحر حيث رغبت في الجلوس هنالك دون تقيد، مثلما نحن جالستين الآن، وبينما أنا أقف ناظرة إلى الأمواج.

استدرت له عند سماع صوته بعدما تأكد من أنه قد قام بغلق كافة أبواب سيارته، وجدته يشدني إليه، ويأخذني في أحضانه، ويقول لي: الآن عرفتِ جواب سؤال تحضن من!!

في تلك اللحظة شعرت بأن قلبي يحتاج إلى قلب كي يتمكن من النبض بهدوء وكأن ذلك الحضن كان هو الفؤاد الذي أحياني في تلك المدة، أحبه وعشقته بعد ذلك الحضن.

هكذا وصفت هي شعور الحضن الأول، قد يكون الأمر مختلف لدى غيرها من النساء، فذلك الإحساس متباين بتباين طباع بنات حواء، أخبرينا عن شعور الحضن الأول بالنسبة إليك.

هل العناق دليل على الحب؟

إن العناق تعبيرًا عن الحُب الصادق والمودة، فيحتضن الرجل زوجته ليطمئن قلبِها.

هل ينسى الرجل حضن حبيبته؟

تعتقد الفتيات أن شعور الحُضن الأول لا ينساه الرجُل، إلا أن الحقيقة أنها مشاعر عابرة وقد تتلاشى سريعًا ليس مثلها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا