أفضل أفلام داوود عبد السيد

ما هي أفضل أفلام داوود عبد السيد؟ وما هي معالم مدرسته الفنية؟ تهم تلك الأسئلة معظم المحللين والدارسين للفن البصر المصري، نظرًا لأن داوود عبد السيد يعد واحد من أعظم المخرجين والكتاب في تاريخ مصر الحديث رغم قلة أعماله.

أفضل أفلام داوود عبد السيد

هو مخرج مصري من مواليد الثالث والعشرين من شهر نوفمبر لعام 1946 وبدأ مسيرته الفنية بالعمل مخرجًا مساعدًا في بعض الأفلام، كان أهمها الأرض، فيتتلمذ على يد الأستاذ المبدع يوسف شاهين، كما شارك أيضًا في فيلم الرجل الذي فقد ظله للقدير كمال الشيخ، لم يلقى داوود شغفًا كبيرًا في تلك المهنة واتجه إلى الإخراج.

اقرأ أيضًا: أفضل أفلام نور الشريف

1- فيلم الكيتكات

يعتبر فيلم الكيتكات أفضل أفلام داوود عبد السيد على الإطلاق من وجهة نظر العديد من الفنانين والنقاد، حيث استطاع هذا الفيلم الموازنة بين النجاح النقدي والجماهيري معًا، وكان البطل الأول فيه هو المبدع داوود عبد السيد، حيث قام بالمعالجة السينمائية والإخراج في تناسق منقطع النظير.

  • تم عرض الفيلم عام 1991، وهو من بطولة محمود عبد العزيز وشريف منير ونجاح الموجي، ساعد الأداء المتميز في إكمال لوحة عبد السيد البصرية والسمعية، لاسيما الموسيقى الاستثنائية من العبقري راجح داوود.
  • دار الفيلم حول شخصية حسني الشيخ الكفيف الذي يدمن مادة الحشيش ويتميز بخفة الظل، ويعرض عبد السيد كيف يتأقلم الشيخ حسني مع واقعة ويتعامل مع تغيرات الحياة ويبحث دائمًا عن مفهومها.
  • يتناول عبد السيد أيضًا من خلال الفيلم علاقة الشيخ حسني المركبة بابنه الذي جسد شخصيته شريف منير، وتتميز تلك الشخصية بأنه لا يرضى بهذا المستوى المعيشي في هذا الحي الشعبي الفقير ويرغب في السفر وتحقيق الأحلام في السفر.
  • من أشد المشاهد قسوة في الفيلم على الشيخ حسني خجل ابنه من تصرفاته وسلوكياته غير المسؤولة، والخلافات الكثيرة التي تحدث بسبب تلك السلوكيات.
  • قصد عبد السيد من هذا الفيلم صراع الأجيال والتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في فترة الثمانينيات من انفتاح وآثار ما بعد الحرب.
  • على الصعيد الفني يعد الفيلم من أفضل أفلام داوود عبد السيد بل من أفضل أفلام السينما المصرية، حيث يتناول الفيلم مشاعر الخيبة التي يمر بها المواطن الفقير، وعجزه عن تأمين أبسط المتطلبات من خلال شخصية الشيخ حسني.
  • عبرت القصة عن فشل الأب في تعليم الابن وفي تحقيق أحلامه بأن يكون منشدًا دينيًا، فجعله يرافق الحشاشين.
  • اعتبره النقاد أحد علامات الدراما المصرية فقد حرص المخرج داوود عبد السيد على تجسيد سوء الأحوال المعيشية، دون أن يسخر من الفقراء لأنه ينتمي إليهم ويحبهم.
  • على الرغم من تحيز عبد السيد إلى الفقراء، إلا أنه لا يتوانى في أن يعري أخطائهم وعيوبهم.
  • من معالم الأبداع في هذا الفيلم الرائع الأداء الاستثنائي من المبدع محمود عبد العزيز، فقد استطاع تجسيد تلك الشخصية ببراعة منقطعة النظير، كما وازن بين التراجيديا والكوميديا السوداء.
  • كان التعبير عن المشاعر الإنسانية المتباينة داخل الفيلم من خلال الأنشطة اليومية للمصريين في حارة من حواري الكيتكات، مما أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.
  • استطاع الإبداع المتكامل من جميع القائمين على هذه العمل على وضعه في المرتبة الرابعة والعشرون في ترتيب القائمة المصرية للأفلام الأفضل في التاريخ.

2- أرض الخوف

عندما عرض هذا الفيلم العظيم في عام 2000 لاقى استحسان العديد من النقاد والمشاهدين، فقد استطاع العبقري داوود عبد السيد خلق عالمين مختلفين يعيشهم يحيى أو آدم، فنرى تمزقه النفسي بينهما وتفجر مشاعره وتشتته الوجداني من خلال الأحداث التي تم اختيارها بعناية.

تبدأ أحداث فيلمنا عندما يتم تكليف الضابط يحيى المنقباوي الذي جسده ببراعة المبدع أحمد زكي، والتي تتطلب التحول كليًا إلى تاجر مخدرات لمعايشة هذا الوسط بين التجار والمهربين، كما تم فصله رسميًا من وزارة الداخلية ودخوله إلى السجن بتهمة الرشوة، ليصدق الجميع أنه لم يعد شرطيًا.

  • تتلخص مهمته في تدوين التقارير اللازمة بشكل سري تمامًا، والتي تتضمن جميع البيانات والمعلومات عن هذا العالم، كما تم تغيير اسمه إلى آدم.
  • لكي تكتمل المهمة الجامحة تم التصريح له بالقتل والسرقة وارتكاب المحرمات في رمزية شديدة الخطورة من المبدع داود عبد السيد.
  • لن تتوفر له أي نوع من أنواع التغطية الحكومية، وإنما عليه أن يحمي نفسه بنفسه، تلك هي الفرضية التي بنى عليها داوود عبد السيد عالمه المشوق وشخصيته الفريدة من نوعها.
  • يبدأ مشوار يحيى من داخل صالة بلياردو باحثًا عن خيط يعبر به بوابات عالم المخدرات، من حارس شخصي إلى الزواج من راقصة، والتي تهجره حينما تعلم أنه يعمل في مجال بالمخدرات.
  • ثم الدخول أخيرًا إلى هذا العالم بعد التدرج في الرتب، كما كان الحال في الشرطة، حتى وصل في النهاية إلى واحد من أهم وأكبر تجار المخدرات في مصر، ويبدأ داوود عبد السيد في تشويق المشاهد ليتساءل عن مصير كل من يحيي وآدم.
  • فكرة تحوّل الضابط الشريف إلى المجرم السافر خاصةً أنه جاء بقرار من الرؤساء في العمل، وبموافقة يحيي الشخصية هي الركيزة الأساسية التي أدخل من خلالها المشاهد إلى أرض الخوف.
  • نزعة الشر التي كانت تخالج يحيى من حين إلى آخر، وضابط الشرطة الذي مازالت بقاياه بداخل آدم، والتشتت المستمر بينهما، كل ذلك يرمز إلى أن البشر ليسوا ملائكة أو شياطين، وإنما يقع أغلبهم بين الفريقين.
  • اعتمد داوود عبد السيد على صوت الفنان أحمد زكي لكي يمثل الراوي للأحداث والتعبير الصوتي عن مشاعره وآلامه؛ ليكشف عن جرعة مكثفة من المعلومات في وقت بسيط وكالعادة أتم المبدع أحمد زكي المهمة على أكمل وجه، بالإضافة إلى الأداء الاستثنائي طوال أحداث الفيلم.
  • نسج عبد السيد نسيجًا سميكًا لهذا الفيلم، حيث تشغل الأحداث نحو عشرين عامًا كاملة، الأمر الذي يحتاج إلى مسلسل لعرضها لكن المبدع داوود عبد السيد استطاع تغطية جميع جوانبها فيما يقارب الساعتين والنصف.
  • كما كشفت طريقة الراوي في السرد عن المعاناة التي يتحملها آدم وإحساسه الدائم بالازدواجية والتمزق.
  • الأمر الذي يصيبه بالذعر هو وفاة اللواء مأمون الذي كلفه بالمهمة من البداية، وكان الضامن الوحيد له لاستعادة حياته السابقة كضابط شرطة شريف.
  • كانت التقارير التي يرسلها يحيى بانتظام هي القشة التي يتمسك بها؛ ليظل مرتبطًا بالمهمة القديمة، بعدما أصبح جسديًا ووجدانيًا جزء من عالم المخدرات.
  • يعتبر الفيلم من أفضل أفلام داوود عبد السيد، كما أنه من الأفلام المجددة والتي لا تلتزم بالأساليب الفنية المعهودة في الإخراج والتأليف.
  • شهد الفيلم أداءً أسطوريًا من العظيم أحمد زكي، حيث استطاع تجسيد الألم النفسي، والفصام الذي يعاني منه يحيى أبو دبورة، بعمق نفسي غير مسبوق في السينما المصرية.

3- الصعاليك

جمع هذا الفيلم ثلاثة من أهم الفنانين في تاريخ السينما المصرية وهم نور الشريف ومحمود عبد العزيز وداوود عبد السيد، الذي استطاع توجيه وتسخر تلك المواهب الجبارة؛ لتخدم قصته البسيطة التي تحمل العديد من المعاني الهامة.

  • تعيش شخصية مرسي التي يجسدها الفنان القدير نور الشريف مرسي برفقة صلاح الذي قام بدوره النجم الكبير محمود عبد العزيز حياة الصعاليك.
  • تبدأ الأحداث بالتصاعد عندما يصدم مرسي شابًا بسيارته، ويدخل السجن، ليتكفل صديقه صلاح بزوجته وابنه.
  • بعد خروج مرسي من السجن يتزوج صفية وقامت بدورها الفنانة يسرا، يتجه الصديقان إلى محاولة الربح السريع من خلال تجارة المخدرات في محافظة الاسكندرية.
  • بالفعل يتحولوا من حياة الصعاليك إلى حياة الثراء الفاحش بسرعة، ويصبحان من ذوي النفوذ والمال، كما يشتركان في العمل مع رجل أعمال يُسمى الدواخلي، قام بالدور الفنان علي الغندور.
  • من ثم يغدر بهما الدواخلي ويلفق تهمة لهما، بعدها يدب الخلاف بين الصديقين صلاح ومرسي، حيث يصر صلاح على تسليم المستندات التي تفضح الدواخلي، بينما يرفض مرسي ذلك.
  • يعتبر هذا الفيلم الرائع أحد الأفلام التي لاقت نجاحًا كبيرًا على مستوى النقاد، ولم يلقى النجاح المطلوب عند عرضه في دور العرض وذلك للرمزيات التي استخدمها عبد السيد التي تتخطى ذائقة المشاهد العادي.

4- قدرات غير عادية

يعتبر من آخر أفلام الفنان داوود عبد السيد، ومن أهمها أيضًا، حيث اتسم الفيلم بالإبهار البصري والقصة المجددة غير المُكررة، واستطاع من خلاله طرح جميع الأبعاد النفسية والشخصية لشخصية يحيى، الذي يفشل في بحثه العلمي.

  • تبدأ القصة عندما يعجز يحيى الذي يقوم بدوره الفنان خالد أبو النجا من إتمام بحثه العلمي حول القدرات الخارقة عند البشر.
  • فيضطر إلى أخذ قسط من الراحة من عمله ويذهب في رحلة بلا مقصد.
  • يجد يحيى نفسه في نزل هادئ مطل على شاطئ البحر تسكنه مجموعة شخصيات طريفة.
  • تنشأ بينه وبين صاحبة النزل قصة حب، كما يتقرب من ابنتها التي لا تزال في سن الطفولة، لكنه يشك في وجود قدرات خاصة لديها.
  • يجد يحيى بعض السحر بداخل تلك الشخصيات الذي يعادل القدرات غير العادية التي كان يبحث عنها مما يجعله يعيد اكتشاف نفسه من جديد.
  • تبدأ نظرة يحيى بالتغير عندما يتعرف على شخصيات جديدة وأنماط بشرية لم يكن يعرفها من قبل.

5- البحث عن سيد مرزوق

يعد فيلم البحث عن سيد مرزوق من أفضل أفلام داوود عبد السيد في فترة التسعينيات، والذي تناول من خلاله العديد من المعاني والقيم الإنسانية بطريقة غير مباشرة من خلال شخصية يوسف وشخصية سيد مرزوق، التي تعتبر مقابلًا لها.

  • تدور الأحداث حول شخصية يوسف الذي يعمل موظفًا عاديًا ويتميز بالبراءة وبعض السذاجة، يمارس حياته الطبيعية في هدوء وسلام.
  • تبدأ القصة عندما يستيقظ يوسف في يوم من الأيام ويخرج من المنزل قاصدًا العمل؛ ليكتشف أن هذا اليوم هو يوم إجازته.
  • نتعرف على شخصيته وتاريخه من خلال لقائه ببعض الشخصيات الغريبة، منها فنان متجول يرتدي ملابس شارلي شابلن.
  • لكن الشخصية الأبرز والتي أثرت فيه بشكل كبير هي شخصية سيد مرزوق، رجل أعمال مشبوه غريب الأطوار له أكثر من وجه ويمتلئ بالتناقضات.
  • رافقه يوسف لبعض الوقت؛ ليجد أنه يعشق الليل وجلسات المزاج المحرمة، وتتوالى الأحداث ليجد نفسه متهمًا في جريمة قتل، ومتورط في الكثير من المطاردات التي لا ذنب له فيها.
  • في أحد المشاهد يتذكر يوسف عندما كان ذاهبًا للسير في إحدى مظاهرات الجامعة، يقابله أحد المخبرين ويقول له عد إلى من منزلك ولا تخرج منه.
  • يلتزم يوسف بالتعليمات ولا يخرج حتى يستيقظ في يوم إجازته بالصدفة وينزل إلى الشوارع لرصد التغيرات التي حلت بالوطن نتيجة عدم ممارسته لحقه في الاعتراض طوال تلك المدة.
  • كانت تلك هي الرمزية التي قصدها داوود عبد السيد ورسخها من خلال مجموعة مشاهدة أصلية وغير مكررة.
  • تميز أداء نور الشريف في شخصية يوسف بالبراعة والاتقان كعادته، واستطاع تجسيد تحولات الشخصية وانفعالاتها بدقة منقطعة النظير.

شهدت فترة التسعينيات من القرن الماضي وبداية القرن الحالي فترة ازدهار المبدع داوود عبد السيد نظرًا للمنظور المختلف الذي يتناوله للقضايا الاجتماعية والسياسية، وقد أجمع النقاد أن الكيتكات أفضل أفلام داوود عبد السيد.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة