أضرار السكر على الأطفال

إنَّ أضرار السكر على الأطفال يُمكنها أن تُسبب لهم أمراض وخيمة في المستقبل، وبما أن الممنوع مرغوب، فلا يجب أن يتم منع الأطفال من تناول الحلويات بشكل كلي، لكن ما ينبغي فعله فقط هو وضع قدر مناسب منها حتى لا تتفاقم الآثار السلبية للسكريات على طفلك، وهذا ما سنشير إليه من خلال موقع ايزيس في موضوعنا عن أضرار السكر على الأطفال.

أضرار السكر على الأطفال

من المُعتاد أن نجد الأطفال مغرمين بالحلويات وتذوقها، وتوجد أنواع عديدة من الحلويات مختلفة المذاق والمظهر، علاوةً على كونها تحتوي على نسبة ليست بالقليلة من السكر، الأمر الذي إن تم الإفراط في تناوله سيصاحبه عواقب سيئة، ذلك لأن لكل مُركب غذائي نسبة معينة يحتاجها الجسم حتى يستفيد من ذلك العنصر، والجسم عندما يتخطاها تستحيل تلك الفوائد لتصبح مضارّ.

عندما تجدين أن طفلك يُكثر من تناول الحلوى ذات النكهة الصناعية والمواد الحافظة، فاعلمي أنه على مشارف الإصابة بعدة أمراض، خاصةً أنه طفل ما زال في مراحل تكوينه الأولى، والتي يحتاج فيها إلى البروتينات والمعادن والفيتامينات الهامة، وهذه العناصر بالطبع لا يجدها في مثل هذه الحلويات ذات النسبة العالية من السكر.

إن وجود السكر بنسبة معينة في الجسم أمرٌ ضروري وصحي، لكن ما تحتوي عليه الحلوى من سكريات، والمشروبات الغازية بأنواعها والأيس كريم وغيرها من الحلويات المحببة لدى الأطفال هو ما يسمى بالسكر الضار على الطفل عند الإكثار منه، لأنه لا يحتوي على عناصر غذائية مفيدة.

لذا يجب وضع نسب معينة يتم إتباعها في تناول السكر بالنسبة لطفلك، وهذا ما يستتبع ضرورة مراقبته في النظام الغذائي الخاص به، فعلى كل أم أن تحرص على معرفة القدر المسموح به من السكر ليتناوله طفلها حتى لا يجني أي ضرر من وراء الحلوى التي يشتهيها.

الإصابة بالسمنة

إنه من الأمور الغير محبذة على الإطلاق أن نجد طفل يعاني من الوزن الزائد، فهو في مرحلة مبكرة من عمره، فإذا كانت الفئات الأكبر سنًا تعاني من مساوئ السمنة فما بال الأطفال بها؟

فضلًا عن العوامل الوراثية الجينية التي تجعل الأطفال مصابين بالسمنة، نجد أن زيادة تناول الحلويات بشراهة يزيد الأمر سوءًا، ويجعل الطفل في خطواته للسمنة المفرطة.

لا يتوقف الضرر على ذلك، إنما نجده فيما تسببه السمنة من أمراض، علاوةً على كونها تضع العراقيل أمام الطفل في قيامه بالأنشطة والمهام التي يقوم بها غيره من الأطفال.

فنجد أن الحلويات تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية، كأنواع الشوكولاتة وغيرها، الأمر الذي يؤدي مع الوقت إلى إصابة طفلك بالسمنة ومرض السكري، وهذا ما يعد من مخاطر السكريات على الأطفال.

تعرفي أيضًا على: حقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

سوء التغذية

يأتي في أذهان البعض أنَّ ما نقصده بسوء التغذية هو عدم وجود تغذية بالأساس، أو ربما إحجام الطفل عن تناول الطعام، ولكن هذا التفسير ليس دقيقًا، فربما يكون الطفل في زيادة مستمرة في وزنه إلا أنّه على الرغم من ذلك يعاني من سوء التغذية تلك التي تنتج عن إفراطه في السكريات.

فلا تنتج سوء التغذية في كل الأحوال بسبب نقص التغذية، وإنما أحيانًا تعود إلى التغذية المفرطة دون الاستفادة بالعناصر الغذائية المطلوبة والتي يحتاجها الجسم.

فعلى الرغم من أن الطفل يحتاج إلى السكر، إلا أنه لا يُمكن أن نتغافل عن العناصر الضرورية الأخرى كالبروتين والكالسيوم وغيرها من العناصر.

تسوس الأسنان

لا تعتبر إصابة الأسنان بالتسوس بشيء عُجاب عندما يتناول طفلك المزيد من السكريات، حيث إن بقايا تلك الحلويات التي يتناولها تلتصق بأسنانه، لتفرز مادة الأسيد التي تجعل هناك تآكلًا في الأسنان.

مع مرور الوقت تجعل هناك طبقات من التسوس تؤدي إلى مظهر أسنان غير صحي وغير مناسب لابتسامة طفلك، علاوةً على أن ذلك التسوس يزعجه كثيرًا فيما بعد لعلاج التراكمات الناتجة عنه، ويُسبب له الآلام وربما خسارة بعض أسنانه في مرحلة مبكرة من عمره.

على الرغم من أنَّ مساعدة طفلك على الانتظام في نظافة الفم بشكل جيد مع تنظيف أسنانه بالفرشاة يوميًا هو أمر ضروري، إلا أنه لا يُغني عن ضرورة عدم إفراطه في تناول الحلوى والصودا، فتلك الأشياء على الجانب الآخر تجعله مُصابًا بأمراض اللثة.

فقدان عناصر غذائية مهمة

نجد أن الأطفال الذين يُكثرون من تناول السكريات يفقدون أهم العناصر التي تحتاجها أجسامهم في ذلك الوقت، كالكالسيوم والماغنيسيوم، وهذا يحدث لأن السكريات تؤثر على امتصاص هذه الفيتامينات الهامة، والأملاح المعدنية، الأمر الذي يؤثر على نمو الطفل بشكل عام.

إذًا من أهم أضرار تناول السكريات على الأطفال هو خسارة الكالسيوم الذي تكمن مهمته الأساسية في بناء عظام الطفل، كما أنه يعمل على تقوية الأسنان، وعدم سيلان الدم بشكل كبير عند الجروح، فهذا كله يفقده الطفل في حالة فقدانه للكالسيوم الراجع إلى زيادة تناول السكريات.

كما أن عنصر الماغنسيوم يساعد على بناء البروتين، الذي يحتاجه جسم الطفل من أجل إتمام نموه، فهو بذلك في أمسّ الحاجة إلى عنصريّ الكالسيوم والماغنسيوم.

ضعف جهاز المناعة

أتدرين أنه مع تركك لطفلك يتناول ما يشتهي من الحلويات، فأنتِ بذلك تضرين جهازه المناعي، ذلك المدافع الوحيد عن الأمراض التي من الممكن أن يتعرض لها مستقبلًا، فتناول السكريات يُثبط الجهاز المناعي ويجعله أقل قدرة على حماية الطفل من أمراض الانفلونزا والعدوى وغيرها.

فقط عليكِ استبدال الحلوى بالفاكهة مثلًا، فنجد أن التوت والموز والعسل من الأطعمة التي تساعد على بناء المناعة، فرغم أن العسل يُعد من السكريات إلا أنه بأي حال يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة.

تأثيرات الكافيين

نشير إلى أنَّ الكافيين من ضمن المواد الموجودة في السكريات، وهو الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي للأطفال بشكل غير مباشر.

علاوةً على أنَّ الكافيين يؤدي إلى شعور الأطفال بالقلق والتوتر الدائم، بالإضافة إلى أنَّ الكافيين يسبب زيادة في معدل سرعة ضربات القلب، وهو ما يسبب الضرر لصحة الطفل من ضمن أضرار تناول الطفل السكريات.

الأضرار النفسية

هناك علاقة وثيقة بين الإفراط في تناول السكر والتأثير السلبي النفسي والسلوكي على الطفل، حيث إنه يوجد دراسة أثبتت أنه كلما استخدم الآباء سلاح الحلوى من أجل جعل أطفالهم يمتثلون لأوامرهم دون شكوى أو سخط، فهذا ما يجعل هناك تأخرًا جليًا في عملية التعلم الصحيح، حيث إنه يؤخر من قدرتهم على تأجيل إشباعهم، مما يشكل نوع من أنواع الانحراف السلوكي.

كما أن الأمر له أبعاد أخرى على درجة أكبر من الخطورة، ذلك ما أثبتته إحدى الدراسات على أن هناك صلة بين استهلاك الأطفال للسكريات بشكل يومي وبين إتباعهم السلوك العنيف في حياتهم اللاحقة.

التقليل من التركيز وصعوبات التعلم

غنى عن البيان أن تناول السكر بكثرة يؤدي إلى فرط نشاط الأطفال بشكل مبالغ، وهذا ما يستتبع قلة التركيز، حيث إنَّ السكر يساهم في ارتفاع نسبة الأدرينالين الذي يؤدي إلى فرط النشاط وعدم القدرة على التركيز.

على الجانب الآخر، هناك العديد من الأبحاث التي تؤكد أن هناك علاقة بين تناول السكر المكرر والدهون التي توجد بكثرة في الحلويات عند الأطفال، وبين تدمير مناطق معينة في الأدمغة مثل الحُصين، تلك المنطقة في المخ المسئولة عن عملية التعلم والاستذكار والإدراك.

الأمراض الناتجة عن تناول السكر

 

لا يقتصر الأمر على مجرد أعراض جانبية، فكما علمنا أن تسوس الأسنان وضعف الجهاز المناعي وغيرها من الآثار تعتبر من أخطر أضرار السكر على الأطفال، إلا أنه يؤدي بدوره إلى الإصابة بأمراض أخرى لا تقل خطورة إن لم تكن زيادة في الخطورة على الطفل، ومنها:

  • تؤدي زيادة السكر في الدم إلى تضخم عدسة العين، الأمر الذي يعني تغير قدرة العين على الرؤية السليمة، فتلك المشاكل البصرية يُمكن علاجها في حالة الحد من تناول السكريات لدى الأطفال منذ مرحلة مبكرة.
  • إذا كان الطفل يعاني من مشكلات هضمية كعسر الهضم على سبيل المثال، أو يشعر بآلام في المعدة، فاعلمي أن الإفراط في تناول السكر هو واحدٌ من ضمن الأسباب المرتبطة بمشكلات الجهاز الهضمي.
  • قيل عن السكر أنه يؤدي إلى زيادة الإصابة بالربو عند الأطفال والمراهقين في حالة الإكثار منه، ذلك لأنه يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية، وتضييق المسالك الهوائية، وغيرها من أعراض الربو وضيق التنفس.
  • من الممكن أن يؤدي الإكثار من تناول السكريات إلى انخفاض حساسية الأنسولين لدى الطفل، ما يترتب عليه ارتفاع مستوياته، الأمر الذي يصل في نهاية الأمر إلى الإصابة بمرض السكري، والذي يعد بدوره من أخطر ما يسببه السكر للأطفال.
  • ربما نجد أن الأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام، لديهم نسبة كبيرة من حساسية السكر، فعند تناولهم للحلويات يتضح الأمر ويتفاقم، فربما تصبح مُشكلة خطيرة فيما بعد.
  • يؤدي تناول السكر إلى ارتفاع واضح في مستويات الأنسولين في الدم كما ذكرنا، لذا ينتج عن هذا الارتفاع حدوث التهاب جلدي، تلك الحالة التي تُعرف بالأكزيما، وهي حالة مرضية شائعة عند الأطفال صغار السن، لذا فإن السكريات بشكل أو بآخر تؤدي إلى نويات تهيج الأكزيما.

الحد المسموح به لتناول السكر للأطفال

بعدما علمنا مخاطر تناول الأطفال للسكريات بكثرة، تشير إلى أن ما يحدد نسبة السكريات المُتاح تناولها هو الفئة العمرية، والسعرات الحرارية المطلوبة وفقًا لسن الطفل.

بشكل عام عند تحديد مدى استهلاك السكريات مع مدى تأثيرها على الأطفال نستخلص أنَّ الحد الأقصى لتناول السكر في خلال الأسبوع الواحد بالنسبة للطفل يصل إلى ٢٨ جرامًا على وجه التقريب.

وسائل الحد من آثار تناول السكر

ليس من الطبيعي منع تناول السكريات تمامًا بالنسبة للأطفال، ولكن يُمكن الحد من تناولها كما ذكرنا، وأيضًا إتباع عدة طرق من أجل منع تفاقم آثارها، ليحدث هناك توازن ويكون الطفل بحالة صحية جيدة، ومن هذه الطرق:

  • يُمكن إتباع نظام غذائي صحي بتناول الوجبات مُتضمنة أطعمة معينة من الخضار والفاكهة التي تحتوي على عناصر غذائية مهمة، لتعويض نقص الفيتامينات التي يحتاجها جسم الطفل.
  • في حالة أن طفلك ينجذب إلى الحلويات لأنها تلفت انتباهه بأشكالها وألوانها، يُمكنك تغيير طريقة تقديم الأطعمة الصحية التي يتجنبها، فمثلًا تقطيع ثمرات الموز والتفاح بشكل يحبه الطفل، أو العمل على إدخال الفواكه مع حلوى أخرى، أو جعلها عصيرًا حلو المذاق، هذا حتى يعزم الطفل على تناوله دون ضغط.
  • يُمكنك جعل المشروبات الغازية في أوقات محددة في الأسبوع، بدلًا من شربها يوميًا، وعليكِ تشجيع طفلك على تناول الوجبات الخفيفة الصحية، حيث إنَّ التقليل من الحلوى بشكل تدريجي في النظام الغذائي لطفلك يجعله يقلل منها في سنواته المُقبلة.

 

على كل أم ألّا تجعل طفلها يعتاد على الإفراط في السكريات، نظرًا لأضرارها والتي قمنا بالإشارة إليها في الحديث عن أضرار السكر على الأطفال، حتى لا يبتعد طفلك عن القدر المسموح له بتناول السكر، لينشأ نشأة صحية سليمة.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة