فن الرد على تلقيح الكلام

فن الرد على تلقيح الكلام يُعد بالنسبة إلى بعض الناس بالفعل فنًا ولربما علمًا قائمًا بحد ذاته، فمن منا لم يتعرض إلى مثل هذه المواقف ولو لمرة واحدة فقط على الأقل في حياته؟ بالطبع كُلنا تعرضنا إلى ذلك ولكن أغلبنا لا يُمكنه الرد بنفس الطريقة، إلا أننا سوف نُقدم له من خلال موقع إيزيس، أفضل طريقة يُمكنه من خلالها الرد على هذا النوع من التصرفات السوقية ولكن على طريقة الإتيكيت.

فن الرد على تلقيح الكلام

فكرة تلقيح الكلام بوجه عام تُعد سلوكًا غير أخلاقي وغير لائق بالمرة، ولا يليق برجل أو امرأة ولا بأي شخص لديه خلق ودين ووعي كافٍ وعلى درجة كافية من العلم والتربية السليمة، ولكن مع الوقت يمل بعض الأشخاص الذين يتعرضون لهذا النوع من التصرفات من الوضع بالكامل، ويبحثون عن طريقة لدفع هذه السلوكيات وتأثيرها عنهم طريقة ملخصها فن الرد على تلقيح الكلام.

هذا صحيح فإن الرد على التلقيح بالكلام يُعد فنًا يُحب الكثير من الناس إتقانُه حتى يتمكنوا من الرد على مثل هذا النوع من الإهانات، وهذا الفن يُمكن اختصار خطوات تعلمه في ثلاث خطوات فقط تسير على النحو التالي:

1- التظاهر الغرور

الثقة بالنفس أمر ممتاز بقدر ما يكون الغرور صفة سيئة للغاية في أي إنسان، ولكنه في بعض الأحيان يكون التظاهر به أو تعمد التصرف بطريقة متكبرة ومغرورة تصرفًا في محله، فحينما يرمي أحد بالكلام على الشخص يجب أن يرفع رأسُه ويبدي ثقة بنفسه أكثر وأكثر بحيث تبلغ حد الغرور والتكبر.

هنا يشعر الطرف الآخر بالقلِّة والإحراج إلى درجة كبيرة ويشعر بأنه ليس ذو شأن، وأن محاولاته مهما كانت قوية وهادفة ستبوء بالفشل الذريع، وليس هذا فقط بل سيحرج على الملأ أمام الجميع، وعند تكرار هذا التصرف دومًا سوف تقل محاولات التلقيح بالكلام وسوف يؤتي تعلم فن الرد على تلقيح الكلام ثمارُه بشكل ملحوظ.

هذا مبدأ صحيح ومؤكد ويجب الاعتراف به، ألا وهو أن الكِبر مع أهل الكِبر واجب بالرغم من أن التكبر والغرور صفة مكروهة في الدين الإسلامي ولا يدخل صاحبها الجنة، ولكن من بدء بتلقيح الكلام شخص متكبر بالفعل ولا يعرف معنى الأخلاق الحميدة ولا يمُت إليها بأية صلة.

تعرفي أيضًا على: تلقيح كلام على البنات

2- تعمد التجاهل

التصرُف بتجاهُل مع الأشخاص الذين يتعمدون إيذاء غيرهم بالقول أو الفعل يُشبه شعور حرق الإنسان وهو على قيد الحياة، لأن الشخص حينما يواجه تلقيح الكلام بالتبسُم والتجاهُل كأنه لم يسمع شيئًا ويواصل الضحك أو العمل والتقدُم في حياته، أمر يجعل من قام بهذا التصرُف يشتعل بداخل نفسه من شدة الغيظ والحقد.

بالطبع هو محق وله كل الحق في الشعور بذلك، فهو قد أجهد نفسه من أجل خلق الموقف والمناسبة، وخطط ودبر جيدًا ونمَّق الكلام المُناسب لكي يلقح به على غيره وبالطبع هذا أجهده كثيرًا، فكيف كل هذا الاجتهاد وتعمد إحراج غيره لم يأتِ بالنتيجة المرتقبة؟ وكيف تنقلب الأمور ضده هو شخصيًا ويزداد غيظًا على غيظه وغضبًا فوق بركان من الغضب والغيرة؟

في كثير من الأحيان يكون التجاهل هو التصرف الصحيح في العديد من المواقف وهو من السلوكيات الإيجابية في كثير من الأحيان، فمن ناحية يُدرب الشخص نفسه على ألا يؤثر عليه أي شيء سلبي أو يمنعه من مواصلة عمله أو قطع استمتاعه بالحياة وشعوره بالسعادة.

من ناحية أخرى يحول دون كثرة محاولة الغير في مضايقته لأنه قد أوصل إليهم فكرة مغزاها جملة قصيرة من شقين فقط، وهي لا فائدة.

3- الرد بلباقة

هنا تأتِ الخطوة الثالثة والأخيرة والأكثر أهمية، حيث إن فن الرد على تلقيح الكلام قد يستدعي الرد بالمشافهة فعلًا وليس القيام بتصرفات مُعينة كما سلف وذكرنا التجاهُل والتكبُر، إلا أن الشخص يجب أن يكون حريصًا كل الحرص على أن يكون رده دقيقًا ومنمقًا إلى أقصى حد ممكن، وذلك لكي يكون الرد هادفًا بالفعل وفي نفس الوقت لا يحط من شأن صاحبه.

على سبيل المثال يجب أن يكون الرد بمثابة التلميح أو الإشارة إلى واحدة من الأمور السلبية التي تتعلق بشخصية من قام بتلقيح الكلام أولًا، ولكن بطريقة ذكية تكمُن في البشاشة والابتسام والعبثية في الكلام وهذا ما يسمى بالخبث المرغوب، هنا سيُدرك من يُلقح بالكلام بأن الطرف الآخر مُلم بثغراته وسلبياته، وبإمكانه أن يُحرجه ويحبس الدم في عروقه بنفس الطريقة التي يتبعها معه.

تعرفي أيضًا على: قصف جبهات كلام تلقيح يحرق الدم

إتيكيت الرد على الكلام الجارح بطريقة غير مباشرة

لنكُن واقعيين وبعيدًا عن أي انحياز أو ميل إن طريقة التلقيح بالكلام أو الرد عليها بمثلها أمر غير لائق وغير أخلاقي بالمرة، فإن هذا التصرف إن دل على شيء فهو يدُل على قلة الدين والعلم وزيادة الجهل وغياب الوعي والوازع الديني، كما يدل على ضعف الشخصية والعيب والنقص فيها مما يجعل من هذا التصرف مهينًا لصاحبهُ أكثر مما يكون مُهينًا للطرف الآخر.

الإتيكيت هو فن التعامُل ورقي الأسلوب في كُل شيء تقريبًا وعلى رأس هذه الأشياء الكلام، فإن عنوان جواب أي شخصية هو طريقتها في الحديث وردودها على الغير، وبالطبع يبقى الشخص المتحضر متحضرًا وراقيًا مهما واجه في حياته من تصرُفات سوقية كالتلقيح بالكلام، ونجده يهتم بالبحث عن إتيكيت مناسب للرد عليه أكثر من بحثُه عن طريقة لاحتراف فن الرد على تلقيح الكلام.

ليرد الشخص ردًا صحيحًا وصائبًا على تلقيح الآخرين بالكلام عليه يُفضل أن يرُد عليهم بالدين، بأسلوب يملئهُ البشاشة ويغمره الهدوء والتصالح مع النفس والغير، فإن ذلك يجعل هؤلاء يخجلون من أنفسهم جدًا لأن رده عليهم بهذه الطريقة تجعلهم يشعرون أمامه بالدونية والقلة، وأنه أرقى منهم وأكثر علمًا وتأدبًا وترفعًا، فهو يحرجهم جدًا من دون أن يرفع صوته أو يتفوه بكلمة جارحة.

لكن لا يجب أن يظهر لهم أنه انزعج من كلامهم بمعنى أن يكون ردُه غير مُباشر، ولا يُشير بالتحديد إلى ما قالوه من كلام بالتلقيح عليه، فمثلًا يمكنه قول إن الأشخاص الدونيين الذين يعانون من نقص أو عيبٍ ما في الشخصية هم من يركزون مع غيرهم في كل تصرفاتهم لكي ينتقدوهم بأسلوب سوقي وهو التلقيح بالكلام، ولكنه أشرف وأرفع من التدني والانحدار بمستواه لكي يرد بهذه الطريقة.

كما يمكنه القول بإن هذا التصرف يدُل على نقص الوعي والدين وأن ديننا الحنيف الرفيع قد نهى عن مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية، وأنه قد نشأ نشأة كريمة على خُلق ودين قوي وهذا ما يمنعه بالتحديد من الرد على هذا الأسلوب بنفس الطريقة، وبهذا يكون قد رد اعتباره وأسكت ألسنة هؤلاء وأحرجهم جدًا ودفع عن نفسه شرهم وأذاهم وعرفهم قيمة نفسه ومكانتهم عنده، أي أنه وباختصار شديد قد أصاب أكثر من عصفور بسهم واحد فقط.

تعرفي أيضًا على: كلام تلقيح على الكراش

في حال لم يفلح إتقان فن الرد على تلقيح الكلام مع مثل هذه النوعية من الناس، فمن الأفضل البُعد عنهم بشكل تام ونهائي، لأن هؤلاء ينتمون إلى مستوى وضيع جدًا من الأخلاق.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا