حديث “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم”.. ما إسنادُه؟

“السند” هو الطريق الموصل إلى أصل الحديث، ومتنِه، وأطلق عليه هذا لأن كُل شخصٍ يسنده إلى راوٍ آخر، فيتأتي سند الأحاديث النبوية التي قيلت حقًا عن الرسول من الصحابة والتابعين، فماذا عن حديث: “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم”؟ هل جاء عن النبي أم مكذوبًا؟ نوافيكُم بالإجابة من خلال موقع إيزيس.

هل حديث “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم” صحيح؟

وصلت إلينا الكثير من الأحاديث فبعضها صحيح، وبعضها الآخر مكذوب عن الرسول، الأمر الذي يستدعي التحقق من صحة الأحاديث قبل الاعتقاد بمفادها وتصديقه، وحتى قبل نقلها لآخرين، فمنها ما يتعلق بأحكام جوهرية.. فما مدى صحة حديث: “إنما النساء شقائق الرجال ما أكرمهن إلا كريم”؟ قيل عن عائشة -رضي الله عنها:

(سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الرَّجُلِ يجِدُ البَلَلَ ولا يذكُرُ احتِلامًا، قال: يغتَسِلُ. وعن الرَّجُلِ يرى أنَّه قد احتلم ولا يجِدُ البَلَلَ، قال: لا غُسْلَ عليه. فقالت أمُّ سُلَيمٍ: المرأةُ ترى ذلك أعليها غُسلٌ؟ قال: نعَمْ، إنَّما النِّساءُ شقائِقُ الرِّجالِ).

هو حديث مسكوت عنه، أي: حسن، فقد قال الرسول لأهل مكة أن كُل أمر مسكوت عنه يُعد صالحًا، فلا يُمكن التأويل بضعف الحديث، أما ما ورد في: “ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ ولا أهانَهنَّ إلا لئيمٌ”، أنه من الأحاديث الموضوعة عن الرسول أي الحديث مكذوب، كما أنه ورد في باب الأحاديث الضعيفة في سلسلة الألباني.

تعرفي أيضًا على: صحة حديث يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النارِ

شرح حديث إنما النساء شقائق الرجال

عن أم عمارة الأنصارية:

(أنَّها أتتِ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالت ما أرى كلَّ شيءٍ إلَّا للرِّجالِ وما أرى النِّساءَ يُذكَرنَ بشيءٍ) فنزل قوله تعالى: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ…”.

حيث ذكر الله النساء في هذه الآية في عشرة مواضع تتساوى فيها مع الرجال، كما جاء في شرح الحديث دلالة على أن المرأة تتساوى مع الرجل في أغلب الأحكام إلا ما اختصهن الله به.

فقد عني بأحد الأحكام التي صاغها الرسول بصيغة المُذكر، والتي تُلزم الرجال الغُسل عند رؤية نزول الماء بعد الاستيقاظ من النوم؛ مما يدل على احتلام الرجل في نومه، حتى لو يتذكره، أما إذا احتلم ولم ينزل منه، فلا شيء عليه.

فسألته أم سليم عن أن المرأة يُمكنها أن ترى بللًا مثلها مثل الرجل، فما الحكم حينها؟ فأجابها الرسول بلزوم الغُسل فالنساء شقائق الرجال، أي: يتساوون معهم في الأحكام، كما أنه دليل على أن المرأة مثلها مثل الرجل في الاحتلام إلا أن الرسول لحيائه لم يذكرها صريحة.. ولكنها مفهومة من نص الحديث.

تعرفي أيضًا على: حديث المرأة كلها عورة إلا الوجه والكفين

وصايا الرسول بالنساء في السنة النبوية

روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم:

“اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ” رواه البخاري.

فقد خصص الرسول الخطاب للمرأة في الكثير من الأحاديث حرصًا وخوفًا عليها، فأمرها ببعض الوصايا والواجبات المُكلفة بها ونهاها عن أخرى، كما أوصى الرجال عليهنّ، مما يدل على مكانة المرأة العظيمة في الإسلام.

فهي نصف المُجتمع وأساسٌ فيه، فهي الأم المُربية، والزوجة الصالحة، والأخت والابنة.. وجاءت الكثير من الوصايا في القُرآن الكريم والسنة النبوية بهنّ، كما شملهنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- في آخر وصاياه في حجة الوداع قائلًا:

“ألا واستوصوا بالنساء خيرًا، فإنما هن عوانٌ عندكم ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشةٍ مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجعِ واضربوهن ضربًا غير مبرِّحٍ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا.

ألا إنَّ لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا، فأما حقُّكم على نسائكم فلا يوطئنَ فرُشَكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” سنن الترمذي.

فلا يجوز بشكل أو بآخر تضارب الأحكام، فهي جليّة للجميع، وليس على المرأة أن تأخذ حكمًا يخصها إلا فيما ثبت وروده عن رسول الله، حتى لا تضطرب معتقداتها فيما لها وما عليها.

للمرأة مكانة عظيمة في الإسلام، ونستدل بذلك من الأحاديث والآيات التي وردت في حقها، فهي مُساوية للرجل في الحقوق والواجبات والأحكام الدينية.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا