“النساء هنّ أكثر أهل الجنة”.. ما الدليل على ذلك؟

جنة عرضُها السماوات والأرض، فمن لا يشتاق لها من جنس أدم أو حواء؟ أعدّها الله تعالى لتكون جائزة ينالها المُتقين في الأرض.. على هذا الرجال والنساء كلاهُما من أهل الجنة، إلا أن ثمَّة أدلية نقلية ورِدت نصت على أن النساء هنّ أكثر أهل الجنة، دعونا في إيزيس أن نُسلط الضوء على الأمر.

الدليل النقلي على أن أكثر أهل الجنة نساء

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح البخاري:

أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، والذينَ علَى إثْرِهِمْ كَأَشَدِّ كَوْكَبٍ إضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ علَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ، لا اخْتِلَافَ بيْنَهُمْ ولَا تَبَاغُضَ، لِكُلِّ امْرِئٍ منهمْ زَوْجَتَانِ، كُلُّ واحِدَةٍ منهما يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِن ورَاءِ لَحْمِهَا مِنَ الحُسْنِ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وعَشِيًّا، لا يَسْقَمُونَ، ولَا يَمْتَخِطُونَ، ولَا يَبْصُقُونَ، آنِيَتُهُمُ الذَّهَبُ والفِضَّةُ، وأَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، ووَقُودُ مَجَامِرِهِمُ الألُوَّةُ – قالَ أَبُو اليَمَانِ: يَعْنِي العُودَ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُرواه أبو هريرة.

استدل أهل العلم من ذلك الحديث على أن أهل الجنة أكثرهم من النساء، حيث إن لكل رجل واحد زوجتان، فيما يعني أنهن من الممكن أن يكونوا ضعف عدد رجال الجنة، هذا لا يعني أن أغلب أهل النار من الرجال.

بل تشير الأحاديث النبوية إلى أن أغلب أهل النار أيضًا من العنصر النسائي، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية أبو سعيد الخدري:

خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أضْحًى أوْ فِطْرٍ إلى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَوَعَظَ النَّاسَ، وأَمَرَهُمْ بالصَّدَقَةِ، فَقَالَ: أيُّها النَّاسُ، تَصَدَّقُوا، فَمَرَّ علَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فإنِّي رَأَيْتُكُنَّ أكْثَرَ أهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ: وبِمَ ذلكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، ما رَأَيْتُ مِن نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ، أذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ، مِن إحْدَاكُنَّ، يا مَعْشَرَ النِّسَاءِ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إلى مَنْزِلِهِ، جَاءَتْ زَيْنَبُ، امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، تَسْتَأْذِنُ عليه، فقِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذِه زَيْنَبُ، فَقَالَ: أيُّ الزَّيَانِبِ؟ فقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّكَ أمَرْتَ اليومَ بالصَّدَقَةِ، وكانَ عِندِي حُلِيٌّ لِي، فأرَدْتُ أنْ أتَصَدَّقَ به، فَزَعَمَ ابنُ مَسْعُودٍ: أنَّه ووَلَدَهُ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتُ به عليهم، فَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ ابنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ ووَلَدُكِ أحَقُّ مَن تَصَدَّقْتِ به عليهمصحيح.

إن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على كثرة عدد النساء مقارنة بالرجال، مما جعل عددهن يفوق عدد الذكور في الجنة والنار، والجدير بالذكر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر المسلمات بالعديد من العبادات التي تقربهن من الله -عز وجل- وتجعلهن من أهل الجنة.

تعرفي أيضًا على: أدعية نساء الجنة

العبادات التي تجعل النساء من أهل الجنة

الدليل الذي نص على أن أكثر أهل الجنة نساء لا يجب الاكتفاء به من قِبل المرأة، بل لا بُد من اِتباع كافة السُبل التي توصلها إلى هذا الباب الكبير المليء بنعم عِدة، والقيام بما يرضي الله -عز وجل- وأن تتجنب ما نهى عنه، وتتمثل أفضل الطاعات التي تجعل مأوانا الجنة بأمر الله تعالى:

أولًا: إخلاص العمل لله تعالى

في بداية الأمر، وبعد أن تيقنا من الدليل على أن النساء هن أكثر أهل الجنة، على المسلمة أن توجه اهتمامها لرضا ربها عز وجل، فتعمل بجد واجتهاد طمعًا في رحمة الله وفضله، فلن يفيدها البشر في حالة عصيانها لله عز وجل، ولا تنسى أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

أهم ما في الأمر، أن يكون قلبها سليمًا، متجهًا إلى الله -عز وجل- بكل ما أوتيت من قوة، داعية المولى أن يقبل صالح أعمالها، ولا يشرك أحد من الإنس أو الجن في الثواب الذي حصلت عليه جراء طاعتها لربها.

ثانيًا: القيام بالعبادات المقربة إلى الله

لا شك أن جميعنا يود أن يكون له حسن الخاتمة، وأن يمن الله -عز وجل- عليه بدخول الجنة، فهي الغاية الأسمى التي نعيش من أجلها، فنحن في حياة فانية قصيرة، لا تستحق أن نهدرها في معصية الله عز وجل، فيكون نصيبنا أن نكون مع أهل النار، وليس أهل الجنة.

لذا حري بالمرأة المسلمة أن تتعرف من خلال السطور التالية على العبادات التي تنعم عليها بالجنة وتتسبب في مغفرة الله لها، ورحمته من تعذيبها في نار جهنم، حيث أتت تلك العبادات على الشاكلة التالية:

1- أداء الفرائض

في سياق تناول الطاعات التي تجعل المُسلمة ممن ذُكِرنَ في الدليل على أنهنّ أكثر أهل الجنة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم:

“بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسَةٍ: علَى أنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصِيامِ رَمَضانَ، والْحَجِّ. فَقالَ رَجُلٌ: الحَجُّ، وصِيامُ رَمَضانَ؟ قالَ: لا، صِيامُ رَمَضانَ، والْحَجُّ. هَكَذا سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ” رواه عبد الله بن عمر.

فليس هناك أفضل من عبادة الله عبر تأدية ما فرضه على المسلمة، حيث تصلي فرضها، وتحمد الله -عز وجل- كونه قد من عليها بالصحة التي تخول لها ذلك، وتبتعد عن الذنوب التي من الممكن أن تفسد ما قامت به، كذلك يقول الله في محكم التنزيل في الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء:

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

لذا لا تقطعي الحبل الذي بينك وبين الله عز وجل، مهما بلغت ذنوبك عنان السماء، عساه أن يكون المصباح الذي يرشدك إلى طريق الخير والصواب مجددًا.

تعرفي أيضًا على: نشيد عن المرأة المسلمة

2- الحجاب الشرعي

أمر الله -عز وجل- المرأة المسلمة بأن تقوم بارتداء الحجاب على أن يكون ساترًا، فضفاضًا، واسعًا، غير واصف أو كاشف، وكذلك ليس زينة في نفسه يعمل على لفت الأنظار، كما أمرها أن تستر عورتها، فلا يطلع عليها سوى محارمها، وذلك لقوله -عز وجل- في الآية الحادية والثلاثين من سورة النور:

وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهَِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“.

فالتزامها بالحجاب يمنعها من الوقوع في الفتن وما أكثرها في يومنا هذا، ويجعلها كذلك ممن ذكرهن الحبيب المصطفى في الدليل على أن النساء هنّ أكثر أهل الجنة، كذلك عليها أن تعلم أن صوتها عورة، لا يجوز لها أبدًا أن تخضع بالقول بصوت منخفض أمام من لا يعرفها، حتى لا يكون في قلبه مرض، فيلحق بها الأذى السمعي أو الجسدي.

كذلك عليها ألا تتبرج تبرج الجاهلية الأولى، مما يمنعها من الدخول إلى الجنة وتحرم من ريحها، ذلك إن قررت أن تقوم بعمل الوشم أو وصل الشعر، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم:

لَعَنَ اللَّهُ الوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ،وَالنَّامِصَاتِوَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ” رواه عبد الله بن مسعود

فتلك الأعمال ستكون سببًا في طردها من رحمة الله عز وجل، فكما أشرنا إلى أن أكثر أهل الجنة نساء، فقد ذكرنا أيضًا أن هناك الكثير من النسوة في نار جهنم.

3- حفظ الفرج والامتناع عن النظر إلى ما حرم الله

فغض البصر أمر ليس حكر على الرجال فقط، فهناك الكثير من السيدات في حاجة إلى اتباع ذلك الأمر الرباني، كي تتوقف كل منهن عن الافتتان بمن لا يحل لها، فنحن في زمن كثرت فيه المفاسد، وأصبح حقًا من يربط على دينه كأنما يربط على جمرة من النار.

كذلك عليها أن تقوم بحفظ فرجها، وألا تسمح لأحد بملامستها دون أن يكون هناك عقد قران شرعي، يضمن لها نيل الثواب إن قامت بممارسة العلاقة في الإطار الشرعي.

4- عدم قول ما يغضب الله عز وجل

بالنظر إلى الحديث الشريف الذي يشير إلى أن أكثر أهل النار من النساء، نجد كونهن يكفرن العشير، ويقمن باللعن، وهو أمر غير مقبول في ديننا الحنيف، فإن كانت المرأة تود أن يكون مصيرها الجنة، تنعم برضا من الله عز وجل، وتكون من النسوة اللاتي جئن في ذكر الدليل على أن أكثر أهل الجنة من النساء، عليها أن تراجع ما يخرج من لسانها.

فلا تكون من اللواتي يقلن الكلمات السيئة للزوج، حيث إن السيء من القول يبث فيه الشعور غير الطيب، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

ليس المؤمنُ بطعانٍ ولا بلعانٍ ولا الفاحشٍ البذيءِ، وقال ابنُ سابقٍ مرةً: بالطعانِ ولا باللعانِ” رواه عبد الله بن مسعود.

كذلك أولى بها أن تذكر الله -عز وجل- وأن تتجنب القيل والقال، فتلك الأمور هي التي تهدم بيوت المسلمين، فلا تنسى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

“يا نبيَّ اللهِ وإنا لمَؤاخَذون بما نتكلَّم به؟ قال: ثَكِلَتْك أُمُّك، وهل يَكبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم – أو قال: على مناخرِهم إلا حصائدُ أَلسنِتِهم؟” صحيح رواه معاذ بن جبل.

فكل كلمة تخرج من فمها، من شأنها أن تسجل في لوح محفوظ، تقرأه يوم القيامة، وتعلم إن كان مصيرها هو الجنة أم النار.

خامسًا: الإكثار من الصدقات والنوافل

من أفضل ما تتقرب به المرأة المسلمة إلى الله -عز وجل- أن تقوم بتأدية النوافل على أكمل وجه، كما أنه عليها أن تكثر من الصدقات كما أشار إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي في تلك الحالة تنال عظيم الأجر والثواب المضاعف، لقول الله سورة البقرة الآيات من 261، 263

مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *۞ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ”.

تعرفي أيضًا على: هل المرأة خلقت من ضلع أعوج

3- طاعة الزوج

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية عبد الله بن عباس: “ألا أُخبِرُك بخيرِ ما يكنِزُ المرءُ المرأةُ الصَّالحةُ إذا نظر إليها سرَّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفِظته”.

من ناحية أخرى حتى تضمن المرأة المسلمة أن تكون من أهل الجنة اللاتي ذكرهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الدليل على أن النساء هنّ أكثر أهل الجنة، عليها أن تطيع زوجها، وتحفظه حاضرًا كان أم غائبًا، وذلك في نفسها وماله، وأن ترعى شؤونه وتسهر على راحته وتكون له أهلًا، ففي تلك الحالة سوف يمن الله -عز وجل- عليها بسعادة الدنيا والآخرة.

تعرفنا على الدليل النقلي على أن أكثر أهل الجنة نساء، وتناولنا العبادات التي تجعلنا من زمرة أولئك الصالحات، داعين المولى أن يحفظ بنات المسلمين ونسائهم.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا