ملابس المرأة.. ما بين تنوع الألوان والدين

بطبيعة الحال إن المرأة تُحب التزين والظهور بأفضل إطلالة جذابة من وضع مُستحضرات التجميل، أو ارتداء الملابس الجميلة المتنوعة في الألوان، لكن من المنظور الشرعي هل هذا التنوع من مواصفات الملابس الشرعية، دعونا من خلال موقع إيزيس توضيح هذا الأمر بالرجوع إلى السُنة النبوية.

حكم ارتداء لونين مختلفين

أجاز العلماء ارتداء الملابس الملونة للنساء، فقد قال تعالى:

“قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” (سورة الأعراف: 32).

رجوعًا إلى أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد ورد عن عكرمة:

(أنَّ رِفاعةَ طَلَّقَ امرأتَه، فتزوَّجَها عبدُ الرَّحمنِ بنُ الزَّبَيرِ القُرَظيُّ، قالت عائشةُ: وعليها خِمارٌ أخضَرُ…)

فعلى هذا نقيس حكم ارتداء لونين مختلفين، فيكون جائزًا ما لم يكون مُخلًّا بضوابط اللباس الشرعي، فلم يرد أي تحريم أو كراهة في هذا الأمر.

تعرفي أيضًا على: حكم لبس اللون الوردي للنساء

متى لا يجوز ارتداء لونين مختلفين؟

الأصل في ارتداء الملابس الملونة الإباحة، وهناك بعض الحالات التي تُخرج حكم التنوع في ألوان الملابس من الإجازة.

  • إذا كان القصد من ارتداء الألوان المختلفة لافتًا النظر، بهذا يخرج عن أحد شروط اللباس الشرعي وهو ألا يكون مُلفتًا لأنظار الرجال، فيندرج حينها تحت التبرج المُحرم ويحرم ارتداؤه، قال تعالى: “ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى” (سورة الأحزاب: 33).
  • ارتداء الألوان الغريبة التي تصرف وجوه الناس إليها، قاصدة الشهرة والإعجاب بنفسها، فيدخل حينها في لباس الشهرة الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عُمر -رضي الله عنه- أن رسول الله قال: (مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ فِي الدُّنْيَا، أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، ثُمَّ أَلْهَبَ فِيهِ نَارًا).
  • إذا لم يكن ساترًا لجميع البدن، أو شفافًا، أو مُحددًا لأجزاء البدن، فيكون مُنافيًا للشروط الأولى من اللباس الشرعي التي أمر بها الله تعالى في قوله: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا” (الأحزاب: 59).

تعرفي أيضًا على: هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية

الألوان المستحبة والمكروهة في ملابس النساء

لم يرد في الشرع ما يدل على تحريم أو كراهة ارتداء لون مُعين للنساء، بل إنّ ارتدائه جائزًا فقد وردت الكثير من الأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تدل على ارتداء النساء الملابس الملونة في عصره.. فلم ينهاهنّ عن ذلك.

عن أمِّ خالدٍ -رضي الله عنها- قالت:

(أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معَ أبي وعليَّ قَميصٌ أصفَرُ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: سَنَهْ سَنَهْ- قال عبدُ اللهِ: وهي بالحبشِيَّةِ: حسنَةٌ-… الحديث).

كما حثّ الرسول على ارتداء الأبيض من الألوان، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

” الْبسوا من ثيابكم البياض فإنها خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم”.

عن أم خالد بنت خالد أنها قالت:

(أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال: من ترون أن نكسو هذه؟ فسكت القوم، فقال ائتُوني بأم خالد فأتي بها تُحمل فأخذ الخميصة بيده فألبسها وقال: أبلي وأخلقي، وكان فيها علم أخضر أو أصفر فقال يا أم خالد هذا سناه، وسناه بالحبشية)، رواه البخاري.

على الرغم من أن ارتداء اللون الأسود من الألوان الجائزة، إلا أن هُناك بعض الحالات التي يُكره فيها ارتداؤه، وذلك عند اتباع البدع التي أحدثها البعض في ارتداء اللون الأسود عند المصائب والجنائز، لما فيه من تشبه بالنصارى ويدل على عدم رضى الإنسان وسخطه، مما يُجعله مُخالفًا لأصل الشريعة الإسلامية السمحة.

إنَّ ارتداء الملابس الملونة من الأمور التي لا خلاف على جوازها في الشريعة الإسلامية، إلا ما يخرجها من كونها مطابقة لشروط اللباس الشرعي.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا