حقوق الزوجة في فرنسا قبل وبعد الطلاق.. تعرفي عليها!

ألقت فرنسا اهتمامًا بالغًا بالزوجة، وحمايتها من العنف خاصة الأسري، حيث إن تعرضها للضرب أو التجريح لفظيًا أو معنويًا ما هو إلا جريمة تأتي في إطار الجنح الأسرية، يُعاقب عليها القانون، ومن خلال موقع إيزيس سوف نقدم لكم جزءًا من حقوق المرأة سواء زوجة أم مطلقة في فرنسا.

حقوق الزوجة في فرنسا

باعتبار أن فرنسا من أهم الدول التي تُعلي من حقوق الإنسان، فإنها تلقي اهتمامًا بالغًا بحقوق المرأة على وجه الخصوص، والتي من بينها ما يترتب على عقد الزواج، ونشير إلى أن الزوجة في فرنسا تكتسب اسم عائلة زوجها وتحتفظ به طيلة فترة الزواج.

كما أن النساء الفرنسيات قد اكتسبن في النصف الثاني من القرن العشرين حقوق الإنجاب، والتي من بينها (تحديد النسل، الإجهاض)، ومن أهم الحقوق الأخرى للزوجة في فرنسا ما يلي:

1- حقوق الزوجة بعد الطلاق في فرنسا

الطلاق من أكثر ما يثير الجدل في الوسط الفرنسي حيث تسعى السلطات الفرنسية إلى تبسيط إجراءات الطلاق لأن الطلاق قد يكون قاسيًا في الأحكام المنوطة به.

على أن أنواع الطلاق في فرنسا تنقسم إلى:

  • الإجباري: من طرف واحد بعد إثبات الضرر الذي لحق به من الطرف الآخر.
  • الطلاق بالتراضي: إما عن طريق المحكمة عند اتفاق الزوجين على الطلاق واختلافهم على بنوده، وإما عن طريق الموثق عند الاتفاق على الطلاق وبنوده بينهما.
  • الطلاق الخلعي: بعد إثبات أحد الطرفين أن الانفصال حدث لما يزيد عن عامين.

من حقوق المُطلقة في فرنسا أن تحتفظ بمكان إقامتها بعد الزواج وخلاله لأنها الحاضن الشرعي للأولاد في حالة وجودهم، حتى إن لم يكن لديهما أبناء فإن الزوجة ليس بشأنها مغادرة مكان الإقامة حتى تُعوض عن ذلك من طليقها في حال كان هو من طلب الطلاق، لكن من الجدير بالذكر أن الزوج لا يخرج من منزل الإقامة حتى يتسنى قرار المحكمة والفصل في الحكم.

من هنا لا تخرج الزوجة من المنزل إلا في حال التعرض للتهديد كالعنف، وحينئذٍ عليها تقديم شكوى عند الشرطة بعد إثبات حالة العنف من خلال الشهود أو إثبات الحالة طبيًا.. وإن لم تكن تشعر بالأمان عليها أن تتوجه إلى أقرب مكتب بلدية في فرنسا حتى تقدم طلب بالسكن موضحة أسباب خروجها من منزلها.. حيث:

  • يتم منح إقامة لمدة 15 يوم للزوجة في فندق.
  • تُمنح قسائم الشراء من أجل الغذاء.
  • إعطائها ما يقرب من 300 يورو إلى أن يتم تدبير سكن اجتماعي لها.
  • الحصول على دعم الأثاث والذي يتراوح من 900 إلى ألف يورو.
  • أما بعد الطلاق وحقوقها التي تتعلق بالممتلكات، فتكون بالمشاركة فيما بين الطليقين.
  • لا يُمكن لأي منهما أن يشارك ما حصل عليه من الثروات من خارج الزواج مع الآخر كالميراث.
  • إذا تعرضت الزوجة إلى الخسارة أو الضرر خلال فترة الزواج لها أن تطالب طليقها بالتعويض، والأمر يعود للقاضي.
  • حضانة الأطفال تكون من حقوق الزوجة بعد الطلاق في فرنسا، على أن الزوج متحمل للنفقة.

تعرفي أيضًا على: جمعيات حقوق المرأة في فرنسا.. السبيل للقضاء على أشكال العنف الموجه ضدها

2- لا طلاق دون موافقة المرأة

ذكرت محكمة التمييز الفرنسية أن أحكام الطلاق التي تعكس عدم المساواة في الحقوق بين الزوجين تعتبر غير قابلة للتطبيق في المجتمع الفرنسي، إلا في حال إثبات أن الزوج هو من قام بفرضها، حتى لا تعتبر مخالفة للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

كذلك الحال حتى إن كان القانون الفرنسي لا يتماشى مع قوانين الجزائر والمغرب، فإن مواطني تلك الدول تُطبق عليهم التشريعات الفرنسية فلا يُمكنهم الاستناد إلى حكم طلاق قد تم إصداره في بلادهم.

فقد رأت المحكمة الفرنسية أن ما يعتبر مخالفًا للمساواة بين الجنسين هو التطليق من جانب الزوج بمفرده دون منح المرأة الحق القضائي في الاعتراض دونما إعطاء السلطة المختصة أي صلاحية إلا ترتيب النتائج المالية للانفصال.. من هنا ارتأت إلى أنه لا طلاق يتم على أراضي فرنسا إلا بموافقة المرأة.

3- حقوق زوجة مواطن فرنسي

إن الزواج المختلط هو زواج أحد مواطني الدولة من أجنبي، وهنا تتعدد الحقوق التي يجب أن توفرها الدولة في تلك الحالة، فالمرأة التي تتزوج من مواطن فرنسي يحق لها الإقامة على الأراضي الفرنسية وكذلك الجنسية، وفيما يلي مزيد من التفاصيل حول الأمر:

  • من حق الزوجة أن تقيم مع زوجها في بلده سواء تم الزواج من مقيمة في فرنسا أو خارجها.
  • تتمكن الزوجة من طلب الفيزا وتأشيرة الدخول.
  • قانونًا، توفر الإقامة للزوجة الحق في العمل والعلاج.
  • يتم منح الجنسية للأجانب المتزوجين بعد مرور فترة تصل إلى 3 سنوات، حتى يكون قد تسنى الاندماج لكافة أعضاء الأسرة، ما يخول لهم الإقامة معًا.

في حال الحصول على الجنسية، فإن الزوجة لا تحصل عليها بمجرد إتمام المدة المذكورة أعلاه مع زوجها الفرنسي، لكن الأمر يتطلب ما يلي:

  • إثبات أن علاقتهما الزوجية مستمرة دونما انقطاع.
  • وثيقة حسن السلوك تشير بعدم ارتكاب أي مخالفات أو جرائم.
  • القدرة على التحدث باللغة الفرنسية.
  • الاندماج في المجتمع الفرنسي.

مع العلم أنه يجب إثبات أن الزواج من الجدية ما يجعله خارج إطار الزواج الصوري لأغراض الجنسية والإقامة، الأمر الذي يشترط على الزوجة الذهاب إلى السفارة الفرنسية في بلدها، حتى تقوم بالإدلاء بكافة المعلومات الشخصية حول تعارفها مع شريكها، حتى تتسنى لها الموافقة على طلب التأشيرة لدخول بلد الزوج.

4- حقوق الزوجة حالة وفاة الزوج في فرنسا

بالنسبة لما يتعلق بالميراث، فعادة تختلف الدول في تحديد القانون الذي يجب تطبيقه، أما عن فرنسا فتطبق على الميراث القانون المدني الفرنسي.. حيث يُعطي للزوجة المتوفي عنها زوجها نصف ميراثه، ويتم تطبيق الأمر على الأموال المشتركة بينهما، أما أمواله الأخرى خارج الزواج فيتم تقسيمها بين الورثة.

الأمر الذي يختلف نصيب زوجته من ميراثه باختلاف وجود الأبناء أو الوالدين وحصتهم من الميراث، مع الأخذ في الاعتبار إن كان الزوج قد ترك وصية بتقسيم الميراث.

تعرفي أيضًا على: اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة

5- وضع عقوبة للعنف ضد الزوجة في فرنسا

حيث إن الحكومة الفرنسية تسعى جاهدة إلى التأكيد على رغبتها في التخلص من العنف الذي يرتكبه الرجل ضد المرأة، وإن كانت زوجته فالأمر يزيد من ضرورة تعرضه للعقوبة، لأنه لم يوفر لها الأمان والحماية، فكانت هناك الجمعيات الفرنسية المعنية بمناهضة العنف الأسري لحماية النساء.. فتم اتخاذ مجموعة من التدابير المعنية بالأمر، ومنها ما يلي:

  • إعداد تقارير بشكل دوري تهتم بقرارات الوقاية ورعاية الضحايا ومعاقبة مرتكبي العنف|.
  • إنشاء المجلس الأعلى المعني بالمساواة بين الجنسين، والذي يعمل على تقديم المشورة، في أمر مكافحة العنف ضد النساء.
  • تحصيص عناصر الشرطة وأجهزة التحقيق والمرشدين لاستقبال الحالات التي تعرضت إلى العنف من النساء.
  • إعداد إيواء مؤقت للنساء تم تقديره بما يقرب من 5 مليون يورو.
  • إنشاء ملاجئ لإيواء النساء ممن تعرضن للتعنيف فهربن من بيوتهن الزوجية.
  • إنشاء غرف طوارئ داخل المحاكم للنظر في ملفات العنف المطروحة.

على أن القانون الفرنسي الجديد عمل على تمكين المرأة من الحصول على الحماية المؤقتة من خلال طرد زوجها، والبحث عن مكان آخر للسًكنى، وإذا لم تمتلك من المال ما يُمكنها من رفع الدعوى القضائية فالقانون الفرنسي قد كفل لها الحصول على المساعدة القانونية.

علاوةً على تمكين اللاجئات اللاتي تعرضن للعنف بكافة أشكاله اللفظية أو المعنوية أو الجسدية من أزواجهنّ من رفع دعاوى قضائية ضد الزوج.

جاءت القوانين الفرنسي تُعلي من شأن المرأة بوجه عام والزوجة بشكل خاص، فتحميها من كافة ما يُهدر حقوقها، علاوةً على توفير الأمان والحماية.

هل الطلاق يؤثر على أوراق الإقامة بفرنسا؟

نعم، وهذا إن كانت الإقامة مؤقتة حصل عليها عن طريق الزواج بفرنسية، أو فرنسي.

هل حصلت المرأة على حقوقها في فرنسا؟

نعم؛ لاهتمام القانون الفرنسي بمنحها كافة حقوقها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا