المرأة الريفية.. صمود أمام التحديات

عقبات كثيرة تواجهها تلك المرأة التي تستقيط في الصباح الباكر لجمع الحليب، وحصاد المزروعات، ورعاية الطيور، المرأة التي يفتقر لُبها البشرية، فهي من تسعى لتلبية احتياجات الناس، والنهضة بالمُجتمع رغم ما تراه، فلا تعرف للضعف والهوان طريق، وتقديرًا لجهودها سنُسلط الضوء في إيزيس على المرأة الريفية وما تواجهها من تحديات.

تحديات تواجه المرأة الريفية

المرأة الريفية تُعد من أقوى النساء، فهي التي تستيقظ في الصباح لتقوم بجمع الحليب، وتخرج إلى الأرض لحصاد وجمع المزروعات ورعاية الطيور التي نأكل لحومها ولا ندري من القائم على تربيتها والتأكد من أنها سليمة وصالحة للتناول.

فالمرأة الريفية هي كل الخير، لذا كان لا بد أن ندعمها من خلال ذكر مشكلاتها والمحاولة في إيجاد الحلول المختلفة لها، فهي تستحق أن نُفكر فيها، ونبحث لها عن الحل الأمثل:

1- مشكلة الجهل

من أهم المشاكل التي تواجهها المرأة الريفية أنه سُلِبَ حقها في التعليم، كون رجال الريف يرون أن المرأة خُلقت لرعاية الغنم والعمل في الأرض الزراعية وتأدية الأعمال المنزلية، وفي تلك الحالة يتفشى الجهل في الريف.

فالمرأة الريفية من شأنها أن تكون أم في يوم من الأيام، وفي تلك الحالة لا تتمكن من استذكار الدروس للأولاد، مما يكون سبب في فشلهم الدراسي على الرغم من أن لا يد لها في ذلك.

كما أن عدم حصولها على القدر الذي تستحقه من التعليم يكون سببًا في ترسيخ الأفكار غير الصحيحة، مما يزيد الأمر سوءً في ذلك المجتمع، فالعادات والتقاليد في بعض القرى تحرم المرأة من الخروج إلى المدارس لتوسيع مداركها، مما يحرمها التعرف على قدراتها.

ففي تلك الحالة تخسر المرأة الريفية فرصتها في أن يكون لها الشأن في المجتمع، كما تحرم من التعرف على أساسيات التعليم، إلا أنه كان من الضروري إيجاد حل لتلك المشكلة.

فقد سعت الدولة إلى نشر الوعي الثقافي هناك بأهمية تعليم الفتاة، وأنها لا تنقص عن الولد شيئًا ومن الضروري أن تخرج للدراسة وتلقي العلم، وليس لأحد من أهلها أن يحرمها من حقها في الحصول على العلم.

الجدير بالذكر أنه من الممكن أن تقوم المرأة الريفية التي تجاوزت سن الذهاب إلى المدارس لتتلقى دروس محو الأمية التي تُقدم بالمجان من أجل أن تتعرف المرأة الريفية على أساسيات التعليم وتتمكن من القراءة والكتابة على نحو جيد، فذلك من شأنه أن يساعدها على الارتقاء بنفسها وتخطيها مرحلة الجهل، فالعلم هو نور العقل وغذاء الروح.

تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة الاجتماعية.. ما بين النظرية والتطبيق

2- عدم اختيار شريك الحياة

على الرغم من التقدُم التكنولوجي الذي نُعاصره، إلا أنه مازال هناك مشكلة عدم قدرة الفتاة على اختيار شريك حياتها، على الرغم من أن الدين هو من أمرنا بذلك، فالفتاة تتزوج هنالك الشخص الذي لا تربطها به أي صلة من مودة أو رحمة.

فتجد أنها لا تود أن تستمر في العيش معه، حينها تكون النتيجة إما الطلاق أو إجبار النفس على العيشة غير السوية من الناحية النفسية، وهنا تدفع الفتاة حياتها وحياة أبنائها ثمنًا لتفكير الأهل.

3- الزواج المبكر

أيضًا من الأمور التي تُعاني منها الفتاة في المجتمع الريفي أنه من الممكن أن يتم تزويجها في سن صغيرة جدًا، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من الكوارث.. كارثة محققة تودي بحياة الفتاة من كافة الجوانب، سواء الصحية أو التعليمية.

لذا كان لابُد من قانون رادع يعمل على معاقبة من يقوم بتزويج القاصر، سواء برغبتها أو رغمًا عنها، فهي لم تصل إلى مرحلة الإدراك التي تخول لها معرفة ما هي مُقبلة عليه.

4- ختان الإناث

على الرغم من اندثار ذلك الأمر في العديد من القرى والنجوع، إلا أنه مازال هناك في الأماكن النائية من يقومون بذلك الأمر، ظنًا منهم أن ذلك هو ما يحافظ على الفتاة من الوقوع في الفحشاء، ضاربين بكافة التعاليم الدينية وأسس التربية السوية عرض الحائط.

فتكون النتيجة تعرُض الفتاة للكثير من المخاطر، والتي قد تكون سببًا في موت البنت بسبب جهل أبويها والمحيطين بها، والجدير بالذكر أن تلك العملية تتم هناك بأساليب بدائية لا تعرف للطب سبيلًا، لذا جرم القانون ذلك الفعل، وأصبح يُعاقب كل من يقوم به، وكذلك الأم والأب الذين يقدمون على فعل ذلك الأمر في نجلتهم.

تعرفي أيضًا على: حقوق المرأة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

5- حرمان المرأة من الميراث

يقول الله جل وعلا في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 11:

يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا“.

أي أن للمرأة الحق في أن تأخذ نصيبها من الميراث بغض النظر عن عرقها أو المكان الذي ولدت فيه، إلا أنه من أبرز تحديات المرأة الريفية أنه يتم حرمانها من الإرث كونها لا تنفق على المنزل أو الأمور الحياتية مثل الرجل.

إلا أنه من يقوم بذلك فقد أوقع الجور عليها، حتى وإن كانت لا تعلم بأن لها الحق في الميراث، وحينئذ فإنه يُعرض نفسه للحساب العسير من الله عز وجل كونه قد خالف أوامره وشريعته.

تعرفي أيضًا على: بحث عن حقوق المرأة في الإسلام بالمراجع

6- تهميش الرأي

للأسف ما زال هناك من الرجال في المناطق الريفية من يهمشون رأي المرأة، كونهم يرون أنها لا تفقه في الأمور الحياتية أي شيء، ليس فقط لأنه قد تم حرمانها من التعليم، إلا أنهم أيضًا ينظرون إليها النظرة الدونية التي تُشعرها بأنها أقل من الرجال.

الجدير بالذكر أنه من الممكن أن تكون لدى المرأة الريفية الكثير من الأفكار التي تُفيد من خلالها نفسها ومجتمعها، إلا أنها من خلال مهاجمتها من قِبل الرجال إن شرعت في إبداء رأيها جعلها لا تفصح عما يدور بداخلها.

لذا كان من الضروري أن تسعى الدولة إلى بث الوعي الثقافي بالاستعانة بالكثير من الوسائل، لتنتهي تلك المشكلات التي تُقهر المرأة في المجتمع الريفي وتهوى بها إلى الظلام الدامس.

في ظل المشكلات التي تواجه المرأة الريفية نجدها تقف كالجبل تكد وتبذل ما بوسعها لتثبت أنها ليست أقل من أحد، ولكن اختلاف ظروف النشأة هي التي كانت سببًا في أن تتعرض إلى تلك المشاكل.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..

متابعة
اترك تعليقا